اشار نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في عيد الميلاد المائة للصحافي إميل خوري، الى ان إميل خوري الغلبوني الذي إمتدت شهرته سحابة اكثر من ثلثي قرن، بلغ من العمر مائة عام، وهو في توقده الذهني كشاب في العقد الثالث من العمر. حضور فتي ولو وهن منه الجسد وخارت قوى مفاصله، وذاكرة لا تشيخ، وحماسة لا ينوص سراجها.
واردف القصيفي في بيان، انه "تاريخ في رجل، ورجل تاريخي في عالم الصحافة. "سكوباته"، تحليلاته، مقابلاته، كانت حديث المنتديات السياسية، وموضع متابعة منها. كان السياسيون العتاق، البارزون، المخضرمون يحسبون له ألف حساب، ويفسحون له في مجالسهم، يستمعون اليه ويزودنه بآرائهم وما يمتلكون من معلومات كان يحسن استخدامها، ويصوغها كالجواهري بأسلوبه السهل الممتنع. ذاكرة السياسة اللبنانية،مخزن اسرارها، صاحب النكتة الحاضرة، والموقف الجريء، والجليس الانيس الذي يجذب الناس اليه بظرفه، كان وما زال ذو انفة زاوج بين صلابة الجبل، وليونة المدينة، فإذا هو جبلي - مديني، مديني - جبلي في ثوب صحافي لا يلاحق الحدث والخبر فحسب، بل ما وراء وراء الحدث، وما وراء وراء الخبر، مستغرقا في عمله حتى لتخاله هو صاحب القرار".
وتابع "الغلبوني" الذي يستريح في شيخوخة هانئة محاطا بعائلته، هو تاريخ يستلقي على اريكة أقرب إلى العرش، مراقبا تهاوي لبنان الجميل الذي عاشه حتى الثمالة مع كبار رحلوا، من دون أن يفقد يوما الأمل بقيامته، او يسقط من قاموسه كلمة الرجاء الذي تحصن به في اعتى أزمنة الشدة.
واعتبر بان إميل خوري ارزة دهرية لا تشيخ ولا تنحني، وهو هرم من أهرام صحافة لبنان والعرب، لم يزده التألق المهني إلا تواضعا. إنه السنبلة المليئة التي تنحني بخشوع في زمن تلك الفارغة التي تطيحها أقدام الريح في بواكير هبوبه. إميل خوري لسنا لدي ما أهديك الا حبي لك... سقيا لتلك الايام التي لن تغرب عن ذاكرتنا،والتي كنت فيها فارس الميدان المؤزر باكليل النجاح والريادة.